الأخبار العربية | الأخبار – Yahoo! مكتوب

الجمعة، 20 ديسمبر 2013

قصة قصيرة ضمير ...لا


بصيص ضوء يتسلل من بين قضبان زنزانته الباردة ...
لم يكن يعلم أن هوايته المفضلة ومتعته الوحيدة يمكنها أن تلقي به في هذا المصير الغامض ..
مثله كملايين الشباب ما برحت أحلامه أوهام تتناثرها رياح الواقع المرير فلم يعد يعنيه من  الأمر شيئا سوى لحظات من المتعة يسرقها من الزمان زمن بين أكوام التقاليد والعادات والأخلاق ....
اختلاس النظر الى جاراته من خلف نافذته أثناء تهوية غسيلهن ونهودهن المتدليات خلف سور الشرفة ّ!!
أرداف وسيقان زميلاته في العمل عندما يتمايلنا لالتقاط شيئا من الأرض !!!
أو حتى تسكعه المستمر عند ناصية الشارع لتلتقط عيناه جسد بض يمر من هنا او هناك فتتحول حركات ذلك الجسد الى شيفرة سرية يستطيع جسده الظمأن ترجمتها الى حديث مثير صامت يشعره بأدميته ويشبع غريزته الأصيلة ..
مثلها مثل جميع المرات السابقة ولكن هذه المرة كن كثيرات متنوعات فها هي النحيفة وتلك عيناها تتحدث بشهوة وهذه جسدها يتراقص في دلال !!!!
وجد نفسه هائما بينهن كأنه شهريار فهذه تلمسه والأخرى تبتسم له وعيني ثالثة تروي له له أسطورة حب وغرام ..
أبهره الضوء الساطع الذي أغرق زنزانته المظلمة ووقع لأقدام ثقيلة تقترب منه وكأن انفجارا حدث بين اضلاعه عندما ركله الضابط ليسأله عن سر مشاركته في مظاهرة ضد نظام الحكم !!!!!
ماذا اسقاط النظام ؟؟؟؟   ليس ممكنا فهو بنفسه جزءا من النظام بل هو صورة من النظام مجرد متحرش عفن لا يبرح يضايق النساء ويختلس النظر اليهن !!!!!
إنه لا يعرف كلمة لا مطلقا فهو يعتبرها ضميرا للغائب وقد سقطت عنده من كل قواميس اللغة فكيف يتهم بأنه يقولنعم للنظام وهو الذي يقدس قواعده ؟؟؟!!!!
قالها للضابط وقالها للنيابة ولم تعتني بها المحكمة بل اعتبرته رافضا للنظام ..


عمرو ممدوح