الأخبار العربية | الأخبار – Yahoo! مكتوب

الجمعة، 22 فبراير 2013

يوم الطالب العالمي.. قصة نضال ودماء في حب مصر



قليلة هى الأيام التى تترك بصمة وعلامة بارزة فى حياة الشعوب ولا تمر دون أن يتذكرها الناس ويستشعروا منها العزة والامتنان للأجيال التى صنعت الأمجاد فيها، ولعل أهمها يوم الطالب العالمى الذى اختير له الحادى والعشرون من فبراير من كل عام تخليدًا لذكرى نضال الطلاب وشهدائهم.

يعود ذلك اليوم إلى ذكرى الأحداث التى مرت بها مصر عام 1946، حيث مظاهرات واحتجاجات طلابية عارمة ضد الاحتلال البريطاني للمطالبة بإلغاء معاهدة 1936 واتفاقيتي 1899 الخاصتين بالسودان وضرورة جلاء القوات البريطانية فورًا.

ففى 9 فبراير عام 1946 خرجت من جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليًّا) أضخم مظاهرة عرفت منذ قيام الحرب العالمية الثانية، فعبرت شارع الجامعة، ثم ميدان الجيزة إلى كوبري عباس، وكانت المظاهرات تسير في نظام تام دون اعتداء على أحد ودون التعرض للممتلكات أو جنوح نحو التخريب.. فإذا ببعض السيارات العسكرية البريطانية المسلحة تخترق الميدان وسط الجماهير فجأة لتدهم بعضهم تحت عجلاتها. وما إن توسطته حتى حاصرها البوليس من الجانبين وفتح الكوبري عليها وبدأ الاعتداء على الطلبة فسقط البعض في النيل وقتل وجرح أكثر من مائتي فرد، وفي ذات اليوم حدثت مظاهرة في المنصورة أصيب فيها 7 شاب و3 جنود، واعتقل أربعة، كما اعتقل عدد من الشبان في أسوان. وفي اليوم التالي عمت المظاهرات القاهرة والأقاليم، وفي يوم 11 فبراير صادرت الحكومة الصحف التي كانت تنشر أخبار المظاهرات وحوادث الاشتباك مع البوليس، ولم يمنع ذلك الهيئات المختلفة من الاحتجاج على القمع الحكومي للمظاهرات، فأعلن الاحتجاج اتحاد خريجي الجامعة واتحاد الأزهر وكلية أصول الدين ولجان الوفد بالأقاليم ومصر الفتاة والفجر الجديد، وهي جماعة يسارية ذات صلة قوية بالحركة العمالية في ذلك الوقت.

وفي 12 فبراير قامت جنازة صامتة على أرواح الشهداء، وأقام طلبة الأزهر صلاة الغائب عليهم، وحدثت اشتباكات بين الشباب والبوليس أمام كلية الطب؛ لفض مؤتمر عقده الطلبة بالكلية واعتقل عدد يتراوح حوالى 50 شابًّا.

وأصدرت الحكومة قرارًا بتعطيل الدراسة ثلاثة أيام وفي الأيام التالية استمر اتساع الأحداث في القاهرة والإسكندرية وبور سعيد وشبين الكوم والزقازيق والمحلة الكبرى وطوخ وأسيوط وعطلت الدراسة في الإسكندرية أسبوعًا.

وفي 15 فبراير قامت المظاهرات بعد صلاة الجمعة تهتف بالجلاء وبحياة الشهداء، وبدأت الجماهير تتجمع من الغورية والموسكي والعتبة وشارع فؤاد، وتألفت مظاهرة كبيرة من الشباب والعمال طافت بحي بولاق أبو العلا تهتف بسقوط الاستعمار، كما قامت مظاهرة عنيفة في بورسعيد بعد صلاة الجمعة تصدى لها البوليس بوحشية، فأصيب عدد كبير من المتظاهرين، واعتقل 65 متظاهرًا.

وفي 16 فبراير أغلقت المحال العامة في الأحياء الوطنية التي يسكنها أغلبية من المصريين احتجاجًا على الحوادث وحدادًا على القتلى، وقامت مظاهرة في حي الأزهر، وكلما مرت بالشوارع ازداد عددها، وتجمعت بعض المظاهرات من الشباب والطلبة أمام القصر الملكي بعابدين تهتف بالجلاء والوحدة مع السودان وسقوط الاستعمار.

وفي 18 و19 فبراير عُقدت سلسلة من الاجتماعات شارك فيها ممثلون عن اللجنة الوطنية للطلاب التي تشكلت في صيف عام 1945 وممثلون من اللجنة الوطنية العامة لعمال شبرا الخيمة وعمال المطابع ومؤتمر نقابات الشركات والمؤسسات الأهلية واللجنة التحضيرية لمؤتمر نقابات مصر ورابطة العمال المصرية، ودعت اللجنة للعمال والطلبة إلى إضراب عام يوم 21 فبراير أطلق عليه اسم ''يوم الجلاء''، وفي ذلك اليوم تجمع حشد يضم حوالي 100 ألف شخص بينهم 15 ألف عامل من شبرا الخيمة واصطدمت قوات الاحتلال البريطاني بهذه الجموع المحتشدة وأسقطت 23 متظاهرًا قتيلاً و121 جريحاً.

ومنذ ذلك الوقت اتخذ يوم 21 فبراير يومًا للتضامن مع الطالب المصرى تكريمًا لشهداء أحداث 1946.

منقول من http://elbadil.com/hot-issues-cases/2013/02/21/111548
موقع البديل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق